فجأة ..
إستیقظ ( محمود) ..
رغم أنھ لم یكن قد حصل على كفایتھ من النوم ..
بدت الصورة مھتزة فى عینیھ فى البدایة ثم لم یلبث أن فرك عینیھ بیدیھ وھو یعتدل فى كرسیة وینظر إلى
شاشات المراقبة ، قبل أن یھتف فى فزغ :
- یا إلھي .. كیف وصل ھؤلاء إلى تلك الغرفة ؟!
كانت الشاشات تنقل إلیھ صورة ( سحر) و ( فتحي) ، كان یبدو على ( سحر) على الانزعاج وكانت تنظر إلى
كامیرات المراقبة ثم رأھا وھى تتبادل مع ( فتحي) بعضالاحادیث قبل أن یبدأ فى التصویر .. وعلى الفور
أمسك ( محمود) بالتلیفون للاسلكي وھو قائلاً :
- ألو .. ألو .. تم إختراق المنطقة ( ج) ..
لم یلبث ثواني حتى رد علیھ المقدم ( خالد) :
- ألو .. یا محمود ما الأمر عندك ؟
قال لھ ( محمود) فى توتر :
- تلك الصحفیة إخترقت الحاجز الأمني ووصلت إلى الغرفة ، أنا أراھا الان على شاشات المراقبة .
صرخ فیھ ( خالد) :
- كیف إجتازت الحاجز الأمني ، ھل تلعب أنت ورجالك یا محمود ؟
توتر محمود وتلعثم ممل جعل ( خالد) یقول لھ فى حدة :
- إتصل برجالك حول العمارة ومرھم بالصعود والتخفظ على تلك الصحفیة الغبیة .
ابتلع ( محمود) ریقة فى صعوبة وھو یقول :
- حسناً .. حسناً
تابع ( خالد) كلامھ:
- وأنا الان فى السیارة مع دكتور( منیر فخري) دقائق وسأكون ھناك ، ألحق بي یا محمود .
قال ( محمود ) فى تأكید :
- عُلم ویُنفذ .
لم یكد ( محمود) ینھى مع ( خالد) الكلام حتى إنتقل إلى الدائرة الالكترونیة التى تربطة برجالھ قائلا :
- من صقر إلى نسر حوووول
ولكن لم یتلق جواباً .
كرر ( محمود ) المحاولة ..
مرة .. إثنین .. ثلاثة ..
ولكنھ لم یتلق جواباً ..
وھذا یعنى أن ھناك أمراً ما یجري الان ..
لا یعرفھ ..
وھنا .. أسرع ( محمود) إلى سیارتھ ..
متجھاً إلى العمارة ..
عمارة الرعب ..
لكن المھم لیس أن یصل .. ولكن أن یصل فى الوقت المناسب ..
وقبل فوات الأوان .
(االلعنة لم یخبرني ذلك الحارث اللعین بأمر تلك الكامیرات )
قالتھا ( سحر ) فى توتر شدید وھى تدیر عینھا فى سقف المكان بینما ( فتحي) یقوم بتصویر المكان قبل أن
یقول لھا :
- ھل من الممكن أن یكون لا یعلم عن أمرھا شىء؟
قالت لھ ( سحر)
- بالتأكید ..وإلا فإنھ یعلم أن ھذا یكشفنا وبالتالى سنكشف تواطئھ معنا فى حالة تأزم الأمور .
إقتربت ( سحر) من الجدار الكبیر الذى یواجھ باب الغرفة مباشرة وھى تتفحصة وتتلمسھ بیدھا قائلة وھى تشیر
بیدھا نحو نقطة قریبة من الجدار :
- ھذا الجدار الذى إختفى عنده ذلك المدعو ( حسنین) ووُجدت فردتي حذائھ ھنا
إبتسم ( فتحي) وھو یقول ساخراً
- والعفاریت التى أكلتھ یبدو أنھا لا تستسیغ طعم الاحذیة .
قالت ( سحر) وكأنھا لم تسمعھ وبدأت تحدث نفسھا ولكن بصوت مسموع ..
- ھى حالة إختفاء لیست وحیدة فى تلك العمارة وتحدیداً فى تلك الغرفة ..
ثم وضعت یدھا فى جیب معطفھا الاسود الأنیق وھى تقول :
- إن أختفاء الاشیاء فى ظروف غامضة لیست ظاھرة حدیثة على كل حال ولكن ...
بترت عبارتھا فى توتر وكأنھا إنتبھت فجأة إلى ان الوقت یمر سریعا فًإلتفت إلى ( فتحي) وھى تقول لھ :
- ھل إنتھیت ؟! ..
أومأ ( فتحي) براسھ إیجابیا ،ً فقالت لھ فى سرعة :
- ممتاز ..لنغادر ھذا المكان بسرعة الأن
أسرعت ( سحر ) و( فتحي) لیغادرا المكان قبل أن تقف عند إحدي كامیرات المراقبة وھى تنظر إلیھا مبتسمة
فى سخریة و القت علیھا قبلة في الھواء ثم تحركت ھى و( فتحي )
لتغادر المكان..
ثم فجأة ..
توقفت عند الباب ولم تخرج منھ ..
تسمرت فى مكانھا ، مما جعل ( فتحي) یقول لھا فى توتر :
ماذا ھناك یا ( سحر) ھیا بنا لماذا توقفت ؟!
رفعت سحر كف یدھا إلى أعلى وھى تنظر لھ فى ھلع ..
كان كف یدھا لونھ اخضر ..
أخضر فاتح ..
.ھنا إنتفض ( فتحي) فى عنف ثم إلتفت الاثنان معاُ إلى الخلف..
إلى داخل الحجرة مباشرة ..
وأتسعت عیونھا على أخرھما...
فعند ذلك الجدار الذى كانت تقف عنده ( سحر) ...
كان ینبعث منھ ضوء أخضر ...
فاتح اللون .
(الزمن یتمدد كلما ازدادت سرعة الجسم و یتمدد إذا تعرضالجسم لمجال جذبوي قوي )
قالھا ( أحمد محسن) فى أحد المعامل الخاصة لأحد مساعدین الدكتور ( منیر) وھو الاستاذ
( كریم ) الذى أسلھ الدكتور ( منیر) لیساعد ( أحمد) فى أبحاثھ ریثما یزور تلك العمارة مع المقدم ( خالد) ،
قال لھ ( كریم) فى إیجاب :
- نعم ..وأعتقد أن ھذا ھو سبیلنا لغلق فتحة العالم الموازي تلك ، ربما كان ذلك العالم یتجسس علینا ، وفى كل
الاحوال وجود نقطة اتصال بین العالمین شىء خطیر ..
قال ( أحمد) وھو منھمك فى تظبیط جھاز ما :
- بالتأكید .. أنظر إلى ھذا الجھاز الذى أضبطھ الأن ھو أول جھاز مصري من مبتكرات أستاذك دكتور (منیر)
وھو یطلق شعاع من اللیزز ، ھذا الشعاع المفروض أن یخرج من ھذا الجھاز بسرعة بسرعة ٣٠٠ ألف
كم/ثانیة بشكل مساوي لسرعة الضوء ، ووفق إعتقاد الدكتور (منیر) أن تلك الفتحة بین العالمین إذا عُرضت
لمثل ذلك الشعاع فإنھ سوف یغلق تماما .
قال لھ ( كریم) :
- حسناً ..لنستعد الأن للتجربة ..
وضع ( كریم ) مخبارین بجوار بعضھما البعضأحدھما مفرغ من الھواء والاخر بھ ھواء الاكسجین العادي
ووضع العملھ فى المخبار الغیر مفرغ من الھواء ، ثم اشار إلى ( أحمد) أن إستعد لبدء التجربة ..
أعتدل( أحمد ) فى مكانھ ثم ضبط الجھاز بإتجاه ذلك المخبار الذى بھ العملھ ..
ثم ..
أطلق شعاع اللیزر ...
وأنسابت أشعة اللیزر فى تدفق نحو ذلك المخبار الذى بھ العملھ لمدة ربع ساعة كاملة ..
ثم حدث شىء مدھش ..
مدھش بحق ..
لقد إختفت تلك العملة من المخبار المحتوى على الاكسجین ..
لنتقل إلى ذلك المخبار الخالى تماما من الھواء ..
وھنا تنفس ( كریم ) و( أحمد) الصعداء ..
وقد ایقن كل منھما أن نھایة عمارة الرعب أصبحت وشیكة جداً .
(١٥)
كان الموقف بالنسبة ل( سحر) أشبھ وكأنھا فى روایة خیال علمي مما جلعھا لثواني غیر مستوعبة للأمر ،
بینما( فتحي) شھق فى ذھول وھو یتابع ذلك الضوء الاخضر الذى یخرج من الحائط فى بطء شدید ثم فجأة
تحول إلى تیار عنیف بل موجھ عاتیة أشبة بالدوامة التى تدور حول نفسھا ثم إنطلقت خیوط ھذا الضوء فى
شكل كتل دوامیة سریعة ناحیة ( سحر) و( فتحي) فى أقل من الثانیة وسحبتھما فى عنف شدید وھما یصرخان
ویحاول كل منھما أن یسحب نفسھ إلى خارج الحجرة ولكن دون فائدة وفقد ( فتحي ) توازنھ وسقط على
الارض وبدأ السحب لھ سریعا وھو یصرخ فى رعب ، بینما (سحر) تعلقت بیدھا الاثنتین بفتحة باب الغرفة
بینما جسمھا كلھ مسحوب وطائر فى الھواء إلى داخل الغرفة ، كانت ( سحر) تصرخ صراخاً شدیداً و ( فتحي)
یطلب الاستغاثة وھو طائر فى الھواء متجھا إلى قلب تلك الدوامة صارخاً فى عنف :
- یالھي .. النجدة .. النجدة یا ( سحر) .
ولكن ..
لم یكن فى وسعھا نجدتھ لأنھا ھى شخصیا كانت على حافة الھاویة فلو أفلتت یدھا من على حافة الباب لسحبت
بعنف شدید ، كان الجذب ھائلا وشدیدا لم یكن ( فتحي) قادراً على الصمود وھى تجذبھ فى عنف وأخذت
الدوامة تسحبة إلى قلبھا المبعث من منتصف الجدار، كانت خیوط كثیفة جدا من الضوء الاخضر معقودة فى
شكل دوامة حتى لقد غطت على الغرفة كلھا وھنا إبتلع قلب الداومة ( فتحي ) وإنتھى صریخة وتوسلاتھ ولم
یبق فى تلك الغرفة إلا
( سحر) متعلقة بفتحة الباب ودموعھا تنساب على خدیھا ، وبدأت یدھا تألمھا وشعرت بدوار شدید وبدأت
أصابعھا تتراخي وھى تحاول مستمیتة أن تحافظ على وعیھا وقتھا ولكن یبدو أنھا محاولات بلا جدوي و ...
وفجأة ظھر المقدم ( خالد) والدكتور( منیر) على مقدمة الباب وھنا ھتف الدكتور ( منیر ) فى فزع وھو یرى
ذلك المشھد الذى لم یتخیلھ فى ابشع كوابیسة :
- یالھي .. یالھي ..
وبطریقة غریزیة ورغم أن ما یحدث كان مخالف ومذھل لكل ما تعلمھ ( خالد) ، تقدم مسرعاً نحو ( سحر)
محاولا جذبھا إلى خارج الحجرة ولكن فجأة شعر ( خالد) وكأن قبضة حدیدیة ضربتھ فى صدرة فألقت بھ إلى
الخلف بعیداً فى قوة لم یعرف مثلھا من قبل ...
مما جعل (منیر) یھرع نحو ( خالد) ھاتفلاً
- خالد .. خالد .. إنھا قوى الطرد المركزي لا نستطیع الاقتراب یا خالد أكثر من ذلك ..
كاد ( خالد) أن یفقد وعیھ من تلك الضربھ وبدأ یتماسك ، لا یستطیع عقلھ ولا ضمیره كضابط شرطة یبقل أن
یرى شخص یموت أمامھ وھو واقف بلا حیلھ ، وھنا صعد رجال الشرطة من اسفل وقد سمعوا ما یحدث
بالاعلى ووقفوا مذھولین لما یروه وقد أخرجوا مسدساتھم وأطلقوا النیران ولكن ابتلعتھا تلك الدوامة وكأن شیئاً
لم یحدث ..
وحاول ( خالد ) ورجالھ ..
إقتحام الغرفة وإمساك ید ( سحر) لجذبھا للخارج ..
مرة .. وإثنین .. وثلاثة ..
ولكن دون جدوي ..
كان فى كل مرة یحدث نفس الامر ..
قوة رھیبة تطیح بأى أحد یحاول الاقتراب فى قوة شدیدة ..
وبدأ واضح أنھا النھایة ..
نھایة (سحر) التى تركت یدھا من فتحة الباب ..
و...
وفجأة أختفى تلك الدوامة ..
وذلك الضوء الاخضر ...
تم الاختفاء فجأة كما ظھر فجأة ...
وھنا ھوي جسد ( سحر) إلى الارض واصدم بھا بعنف ..
ودارت الدنیا بھا ..
ثم فقدت وعیھا ..
وإقتحم ( خالد) ورجالھ الغرفة ھاتفاً
- الاسعاف .. أتصلوا بالاسعاف سریعا .ً.
وحمل ( خالد) سحر بیدیھ إلى خارج تلك الغرفة ونزل بھا سریعا درجات السلم إلى أسفل
ووضعھا فى سیارتھ الخاصة ثم أنطلق بھا إلى أقرب مستشفى وھو یقول :
- الافضل .. أن اسرع بك ولا أنتظر الاسعاف ..
وھنا وصل ( محمود) وشاھد سیارة المقدم ( خالد) تبتعد سریعاً عن العمارة فصعد إلى اعلى لیجد الدكتور
(منیر) داخل تلك الغرفة مع رجال الشرطة وھم یتفحصون ذلك الجدار جیدا
وقصعلیھ الدكتور ( منیر ) ما حدث ، وظل ( محمود) مذھولا مما سمع لفترة إلى أن قال
- لو لم یشاھد ذلك العدید من الرجال لما صدقتھ یا دكتور .
قال لھ الدكتور ( منیر) :
- صدقت یا بنى فأنا الذى أمضیت سنوات عمري فى البحث العلمي لو سمعت ذلك لما صدقتھ .
وھنا رن الجھاز المحمول الخاص بالدكتور ( منیر) فإستأذن من ( محمود) ثم رد علیھ قائلا:
- ألو ..كیف تسیر الامور عندك یا ( كریم) ؟!
ترك ( محمود) الدكتور ( منیر ) لمكالمتھ ثم اخذ یتطلع إلى الحجرة ویتفحصھا كانت كما ھي وكأن شیئاً لم
یحدث فیھا إطلاقاً ثم قعت عینھ على تلك الكامیرات التى زرعھا بنفسھ فى ھذا المكان فكأنھ كان قد نسى
وجودھا فھتف فجأة :
- نعم .. الكامیرات .. لابد أنھا قد سجلت كل شىء ..
ثم إنطلق مسرعاُ إلى مبنى الادارة لیري ما سجلتھ تلك الكامیرات ..
ولیكون ما سجلتھ دلیل مادي على ذلك الشىء الخارق فى تلك العمارة ..
فسیكون اغرب دلیل على جریمة فى تاریخ جھاز الشرطة كلھ .
( لم أكن أحب أن أستخدم ھذا الجھاز الأن وھو ما زال فى مرحلة التجربة والحذف والاضافة )
قالھا الدكتور ( منیر) لمساعده ( كریم ) و ( أحمد محسن) فى ذلك المعمل الخاص ، مما جعل
( أحمد) یقول لھ :
- بعد الذى رویتھ لى یا دكتور ( منیر) ورأیتھ بنفسك فى تلك العمارة فلا مناص من إستعمالھ وتجربتھ .
قال ( كریم):
- ھذا صحیح یا دكتور ولاسیما أن التجربة التى قمنا بإجرائھا قد تمت بنجاح ، وإستطعنا من خلال شعاع لیزر
مساوِ فى سرعتھ لسرعة الضوء أن نحدث فجوة زمنیة إنتقلت منھا العملة من مكان إلى أخر .
قال ( منیر ) :
- المھم أن یأتي بنتیجة جیدة إن شاء الله ، فالوضع خطیر جداً .
قال (كریم ) و ( أحمد) فى نفس واحد :
- إن شاء الله یا دكتور .
ثم سألھ ( أحمد) فى توتر :
- لو إستطعنا إن شاء الله أن نغلق ذلك المعبر ، ھل بإستطاعتھم فتحھ مرة أخرى ؟!
إنعقد حاجبا ( منیر) فى توتر وھو یقول :
- نحن لا نعلم إمكانیاتھم على وجھ التحدید ولكن ھذا المعبر ھو للتجسس وإذا عرفوا أننا قد كشفنا امرھم فلن
یفتح مرة أخرى .
ثم تنھد ( منیر ) قائلا:
- على كل حال نحن أمامنا مھمة محددة ننجزھا ثم ننتظر ما ستسفر عنھ الأیام .
وصدق ( منیر) فیما قال فلا یعرف أحدا ما ستسفر عنھ الاحداث سوي الله سبحانھ وتعالى .
جلس ( محمود) یتابع ما سجلتھ كامیرات المراقبة ، بدأ الشریط من لحظة دخول ( سحر) و
( فتحي) إلى تلك الغرفة ثم ملاحظة ( سحر) للكامیرات ثم تفحصھا للجدار ثم خروجھا ھي و فتحي ، وھنا
تنبھ ( محمود) عندما وقفت ( سحر) عند باب الغرفة أثناء نزولھا ثم رفع كف یدھا لأعلى وھى تنظر لھ فى
فزع رغم أن الشاشة كانت تنقل صورة ید ( سحر) عادیة جداً
مما جعل ( محمود ) یقول لنفسھ :
- ما الذى كانت تنظر لھ تحدیدا ؟
ثم إنعقد حاجبا ( محمود ) وھو یتابع إلتفات ( سحر ) و( فتحي) إلى داخل الغرفة والھلع الذى كان فى عیونھم
ثم ..
ثم إنقطع الارسال ...
وحل محلھ تشویش فلا صوت ولا صورة واضحة ..
وھنا بدت خیبة الأمل على ( محمود) و...
( ھل كنت تأمل ان ترى شیئاً ..)
إلتفت ( محمود ) إلى صاحب الصوت فإذا بھ المقدم ( خالد) فقام ( محمود) من على كرسیة مؤدیا التحیة
العسكریة وھو یقول :
- كنت أظن أنى سوف أؤید كلامنا بدلیل یفیدنا عندما نحول تلك القضیة لزملائنا فى أمن الدولة فلا أزنھم
یصدقون شیئاً مما حدث دون دلیل .
جلس ( خالد) على المقعد المجاور لھ وھو یقول :
- رغم ثقتى فى عمي ومكانتھ العالمیة لم أكن أصدق شیئاً مما یقولھ حتى رایت بعیني .
اومأ ( محمود) براسھ إیجابیاً وھو یقول :
- والسبب تلك الصحفیة العنیدة التى ....
قاطعة ( خالد) قائلاً:
- نعم .. وكادت أن تضحي بحیاتھا كما حدث حدث لمن كان معھا ذلك المدعو ( فتحي) .
قال لھ ( محمود):
- وكیف ھى الأن ؟! .
اغمض ( خالد) عیونة وھو یقول :
- عندھا إنھیار عصبي .
ثم تنھد وھو یقول :
- وھذا بسبب فضولھا الشدید الذى جلب علیھا تلك المتاعب .
رن الجھاز المحمول الخاص بھ فرد علیھا قائلا:
- ألو .. كیف حالك یا عماه ؟! .
سكت خالد برھھ من الوقت یستمع إلى دكتور( منیر) ثم قال لھ :
- ولكن ھذا قد یضعنا فى متعب جدیدة و ...
بتر ( خالد) عبارتھ وھو یستمع لھ ثم قال :
- لا بأس یا عماه غداُ مع شروق الشمس نلقتى عند تلك العمارة .
ثم أغلق ( خالد) ھاتفھ المحمول فنظر إلیھ ( محمود) متسائلا عما دار بینھ وبین الدكتور
( منیر) ، فقال لھ ( خالد) :
- یرید الدكتور ( منیر) أن یجرب جھازا یمكن أن یغلق ذلك المعبر الذى یلتھم رجالنا
قال ( محمود) :
- ولكن إن خفق ستكون النتیجة وخیمة .
اومأ ( خالد ) براسھ وھو یقول :
- نعم .. مزیداً من الضحایا ولكنھا الفرصة الاخیرة .
(١٨)
لم تكد الشمس تشرق فى ذلك الیوم من ایام ینایر حتى كانت الحركة على أشدھا حول تلك العمارة فى ذلك الحى
الراقي من أحیاء الاسكندریة ، وفى الدور الثاني تحدیدا وداخل تلك الغرفة العجیبة كانت ( كریم ) و( أحمد)
یضعان ذلك الجھاز على باب الغرفة ویتابعھما الدكتور( منیر) وھو یتفحصإسطوانة اللیزر فى ذلك الجھاز ،
وأثناء ذلك ظھر المقدم ( خالد) على باب الغرفة وھو یقول :
- ھل كل شىء على ما یرام نحن نسابق الوقت فلا ندري متى ینفتح علینا ذلك المعبر .
نظر الجمیع فى أن واحد نحو ذلك الجدار فى شىء من القلق قبل أن یقول ( أحمد)
- إطمئن یا سیادة المقدم نحن الان مستعدون وفى إنتظار إنفتاح ذلك العبر علینا .
قال ( خالد) :
- عظیم .. والأن یا دكتور( منیر) نحن لا ندري نتیجتھ تجربتك ونحشى خسارة فى الارواح فى حالة لا قدر الله
فشل تلك التجربة فإختر فردا واحداً فقط یا دكتور یكون مسئول عن ذلك الجھاز بینما الجمیع بما فیھ أنا سوف
ننزل إلى اسفل فى الدور الأول.
قال ( منیر)
- حسناً .. لیبق ( كریم) على الجھاز ھنا فى بدایة الغرفة وننزل جمیعاً وان شاء الله تنجح ھذه التجربة .
١٩
قال ( خالد) :
- لنبدأ الأن ھیا بنا .
بدأ الرجال جمیعا ینفذون ما قالھ ( خالد) ینزلون إلى الاسفل بینما توقف الدكتور ( منیر) وعانق ( كریم ) وھو
یقول لھ فى مودة وحب :
- كن بخیر یا ولدي .. كن بخیر .
ربت (كریم) على ظھر دكتور ( منیر) وھو یقول لھ :
- لا تخف علىّ یا دكتور سوف یكون كل شىء على ما یرام إن شاء الله .
نزل ( منیر) إلى الدور الأول لیلتحق بالجمیع فى الدور الأول بینما بقى ( كریم) فى الدور الثاني فى تلك
الغرفة وحیداً فى إنتظار إنفتاح المعبر ، جلس ( خالد) بجوار ( منیر) بالدور الأول وھو یقول لھ :
- یبدو أنك قلق یا دكتور .
إبتسم ( منیر) إبتسامة باھتة وھو یقول :
- ھذا وضع طبیعي فى موقف غیر طبیعي كالذى نواجھ الأن .
قال ( خالد) موافقاً
- عندك حق
وھنا تدخل ( أحمد) فى الحدیث قائلاً :
- التجربة أثبتت فاعلیتھا یا سیادة المقدم وإن شاء الله سوف ...
بتر ( أحمد) عبارتھ فجاة مع إنطلاق تلك الصرخة من الدور الثاني ..
وھنا تجمدت الدماء فى عروق الجمیع ...
ھذا لأن تلك الصرخة كان الكل یعرفھا ...
إنھا صرخة ( كریم ) ...
صرخة رجل یائس یواجھ الموت وحیداً .
تعليقات
إرسال تعليق