إس تیقظت ( س حر) مرھق ة ج دا ف ى ذل ك ال صباح ال صافي م ن ص باح ش ھر ین ایر ف ى إح دى المست شفیات التابع ة
للشرطة على البحر مباشرة ، ولم تكد تستیقظ حتى تأوھت بصوت منخفض وھى تقول :
- أین أنا ؟!
قالت لھا أمھا وھى تبكي من الفرح :
- أنت ھنا یا حبیبتي .. وسطنا نحن جمیعاً .. لا تخشى شیئاً
أمسكت ( سحر) رأسھا وكأنھا تحاول أن تتذكر أحداث مضت ثم قالت :
- الضوء الاخضر .. الدوامة .. فتحي
ثم شھقت فى عنف وھى تبكي بحرقة :
- فتحى مات .. فتحى مات .. أنا السبب فى ذلك ..أنا السبب فى ذلك .
أسرعت أمھا تستدعى الدكتور الذى ما إن دخل إلى الغرف ة حت ى وج د( س حر) ف ى حال ة بك اء ھ ستیري ،فأس رع
بإعطائھا حقنة مھدئة ثم بدأت الصورة تتلاشى من أمامھا وریداً رویداُ لتغوصفى نوم عمیق ..
قال الدكتور فى قلق :
- لا ینبغ ي أب داً أن تت ذكر ش یئاً عم ا ح دث الان ، یج ب ألا نتركھ ا تفك ر ف ى مث ل تل ك الأش یاء حت ى تجت از تل ك
المرحلة .
أومأت أمھا براسھا إیجابیاً وھى تجفف دموعھا قائلة :
- إن شاء الله ..إن شاء الله .
لم تكد صرخة ( كریم) تنطلق من الدور الثاني حتى كان أول من أفاق من صدمتھا المقدم
( خالد) الذى إستلّ مسدسة بشكل تلقائي وغریزي وإنطلق مسرعاً إلى الدور الثاني تبعھ
( منیر) و( أحمد) و( محمود) ومجموعة من رجال الشرطة وما إن وصلھا المقدم( خالد) حتى ھتف فى ذعر :
- یاإلھي .. یاإلھي .
فالحجرة كانت خالیة تماما ، لیس فیھا أى اثر ل ( كریم) أو حتى لذلك الجھاز ، كان ( أحمد) ھو أول من كسر
ذلك الحاجز الصامت وھو یقول فى خزن :
- لقد فشلت التجربة .
لم یتحمل دكتور ( منیر) الصدمة ففاضت عیناه بالدموع وھو یقول :
- وااااااا حسرتاه أى مصیر قدناك إلیھ یا ( كریم) .
إنفعل المقدم ( خالد) وھو یقول فى عصبیة
- اللعنة على كل التجارب .. اللعنة .. أتعلم یا دكتور( منیر) أننا فقدنا روحاً بشریة وھذا یعرضني أنا شخصیاً
للمساءلة القانونیة .
أسند ( منیر ) ظھره إلى الحائط وھو یجھش فى البكاء على زمیلھ ومساعده ( كریم) فى حین قال ( أحمد)
محاولاً تبریر الموقف :
- سیادة المقدم ..فى العلم لا تنجح تجربة من أول محاولة نحن نواجھ ...
قاطعھ ( خالد) منفعلاً :
- وكم ینبغي علینا أن نفقد من أرواح الأبریاء حتى تنجح تجربتكم تلك .
قال ( أحمد) فى عصبیة متوترة :
- ماذا نفعل ونحن نواجھ ظاھرة جدیدة علینا غیر مألوفة على الأطلاق إلا بتجربة كل الوسائل التى لم نجربھا
من قبل إذا كان ذلك مما یقضى على تلك الظاھرة ویفیدنا جمیعاً ..
إبتسم ( خالد) ساخراً قائلاً فى عصبیة :
- یفیدنا جمیعا؟؟؟؟؟؟!!! أم یفیدك أنت وحدك یا رجل ، أن یُنسب إلیك الاختراعات والاكتشافات حتى لو كان
ذلك على حساب الابریاء .
قال ( أحمد) فى عصبیة :
- أنا لا اسمح لك أن ..
قاطعة ( خالد) منفعلاً :
- تسمح أو لا تسمح ، من الان لن یقترب أحد من تلك العمارة
ثم ھز كتفیھ وھو یقول :
- ألم تكن مھجورة لإعتقاد الناس أنھا تسكنھا العفاریت ، إذن لتبق كذلك .
٢١
تدخل ( منیر) فى الحوار قائلاًً:
- وھل ذلك المجھول الذى نواجھ سوف یرضى لنفسھ بما وصل إلیھ ؟!
قال لھ ( خالد) فى حدة :
- ماذا تعني ؟!
قال ( منیر) :
- أعنى أننا نواجھ ما لا نعرفھ ، ولا نعرف أیضا ما ھى أھدافھ وما الذى وصل إلیھ منھا .
قال ( خالد) :
- الموضوع انتھي یا دكتور لقد تم إغلاق ھذا الملف ولن أسمح لأى أحد بالصعود إلى ھنا أو حتى بالإقتراب
من تلك العمارة .
وھنا خیم السكون على المكان ، فلقد كان لدى ( منیر) و( أحمد) شعور قوي أن ذلك القرار لبس فى الصالح
العام إطلاقاً .
(٢١)
( سحر .. لدیك ضیف یرید مقابلتك )
قالتلھا أمھا فى لطف وھى تربت على كتفھا فى حنان ، فإلتفتت لھا ( سحر) قائلة فى ھدوء
- من ؟!
قالت لھا أمھا :
- دكتور ( منیر فخري ) .
إنعقد حاجباھا فى دھشة وھى تقول :
-ھنا؟؟؟؟؟؟؟؟
قالت لھا أمھا :
- نعم .. قد علم أنك خرجتي من المستشفى فأراد أن تكون اول زیارة لك ھنا فى المنزل لیطمئن علیكي بنفسھ
قالت لھا :
- حسناً یا أماه .. ابلغیة دقائق وسأقابلة حالاً .
وبالفعل لم تمض دقائق حتى كانت ( سحر) تدلف إلى حجرة الضیوف حیث یجلس دكتور
( منیر) فسلمت علیھا ثم جلست وھى تقول :
- أھلا وسھلا یا دكتور ( منیر) .
قال ( منیر) :
- نحن لم نتقابل من قبل ولكن أنا سمعت عنك وما فعلتیھ وأنا أُعلن تقدیرى وإعجابي بشجاعتك.
إبتسمت ( سحر) وھى تقول فى سخریة :
- وھذه الشجاعة ھى ما أدخلتنى المستشفى فیما بعد .
ثم نظرت لھ فى خبث وھو تقول :
- لكن ھل شجاعتي فقط ھي التى دفعتك لزیارتي ؟!
إبتسم ( منیر) وھو یقول :
- أنت حقاً ذكیة یا ( سحر) وفعلا أنا أرید منك أن تحكي لى ما شاھدتیھ بنفسك ؟
إنعقد حاجباھا فى توتر وھى تقول :
- ألم یقصعلیك بن أخیك ذلك المقدم ما حدث ؟
أومأ برأسة إیجابا وًھو یقول :
- لكن أنا أرید أن أسمع منك .
وبدأت ( سحر) تحكي وھو یحفظ ما تقول ، إلى أن إنتھت وھى تقول فى أسى
- وكانت مغامرتي تلك سبباً فى فقدي لزمیلي ( فتحي)
قال لھا ( منیر):
- وأنا ایضاً فقدت مساعدتي ( كریم) فى تلك الغرفة اللعینة ..
سالتة ( سحر) فجأة :
- دكتور ما الذى یجرى بالضبط فى تلك الغرفة ؟!
تنھد ( منیر ) وھو یقول :
- سأحكي لك ولكن فقط أوعدینى أن كلمة مما اقولھا لن تعرف طریقھا للنشر .
قالت (سحر )
- أعدك بذلك .
وبدأت ( منیر ) یحكي ومع كل كلمة كانت دھشة ( سحر) تصل إلى منتھاھا إلى أن انتھى من كلامھ فقالت لھ :
- وھل فشل تجربتك یعنى نھایة المطاف ؟!
٢٢
قال( منیر) :
- بالتأكید ..لا .. ولكنھ لن یسمح لنا بتكرار التجربة .
إستغرقت ( سحر) ثواني فى التفكیر قبل أن تقول :
- متى ستكون جاھز لتكرار التجربة ؟!
قال لھا :
- عندما نجري بعضالتعدیلات التى تسببت فى فشل التجربة السابقة
قالت لھ ( سحر) فى لھفة :
- حسناً .. عندما تكون جاھزاً أخبرني وأنا سأدبر لك كل شىء ..سأجعلك تُجرى تجربتك .
قال لھا ( منیر) :
- حقاً؟!
اومأت برأسھا إیجابیاً وھى تقول :
- ولعل نجاحي فى مساعدتكم یخفف من شعوري بتأنیب الضمیر تجاة زمیلى ( فتحي)
وصمت (منیر) وھو لا یدري ما یدور بالضبط فى ذھن تلك الفتاة العنیدة ولكنھ خرج من عندھا وھو مبھور بھا
تماماً .
( الخطأ الذى حدث فى تلك التجربة ھو أن سرعة شعاع اللیزر لم تتعد سرعة الضوء أبداً)
قالھا الدكتور ( منیر) وھو یضبط النسخة المعدلة من جھازة فى معملھ الخاص مما جعل
( أحمد) یقول لھ :
- نحن فى كل الاحوال لا نملك المقدرة التى تجعل شعاع اللیزر یخرج بسرعة تفوق سرعة الضوء .
إلتفت إلیھ دكتور ( منیر) وھو یقول :
- نعم ھذا صحیح بل إن ھذا الجھاز نفسھ لا یقدر على إطلاق شعاع لیزز فى تلك السرعة والقوة .
بدأ الیأس یظھر على ( أحمد) وھو یقول :
- إذن لا فائدة .
إبتسم ( منیر) وھو یقول :
- لا طبعا لا یأس فى العلم
ثم أشار إلى نموذج تجریبي في شكل مستطیل من زجاج مغلق من جمیع الجھات ولا یوجد بھ إلا فتحة صغیرة
مغلقة بإحكام ، ثم قال لھ وھو یضع فتحة جھاز اللیزر مقابلة لفتحة المستطیل الزجاجي :
- أنظر إلى ذلك لو مر شعاع اللیزر الخارج من الجھاز داخل ذلك المستطیل الزجاجي ما الذى سیحدث ..؟ ولم
ینتظر منھ جواباً إذ أطلق شعاع اللیزر ، فإنطلق مخترقا المستطیل الزجاجي خارجاً من الناحیة الاخرى .
قال لھ ( أحمد) :
- وما الجدید فى ذلك لم یبلغ سرعة الضوء على كل حال !
أشار لھ ( منیر) مبتسماً :
- الجدید ھو ما سأفعلھ الان .
ثم أبعد الجھاز عن فتحة المستطیل الزجاجي ثم امسك ببخاخھ أطلق منھا شىء ما داخل المستطیل
وھو یقول لھ :
- ماذا لو أطلقنا فى فضاء المستطیل (السیزیم )
كان ( أحمد) یراقبھ مندھشاً ، فبعد ان أطلق ( السیزیم) فى فضاء المستطیل وضع جھاز اللیزر على فتحة
الستطیل الزجاجي ثم ضغط على زر الاطلاق و ...
وحدث شىء مدھش ..
لقد أنطلق شعاع اللیزر نعم ..
ولكن أیاً من ( منیر) أو ( أحمد) لم یري ذلك الشعاع وھو ینطلق من فتحة الجھاز ..
بل بمجرد الضغط على الزر رأوا الشعاع فى مرحلتھ الاخیرة ..
وھو یخرج من نھایة المستطیل الزجاجي ..
مما جعل ( أحمد) یقفز من مكانھ ھاتفاً :
- مدھش .. مدھش .
قال لھ ( منیر) :
- لقد تحرك شعاع اللیزر مسافة تقدر ب ٣١٠ أضعاف تلك التي كانت ستتحركھا عبر المستطیل الزجاجي لو
كانت تحوي فراغا بدل السیزیوم..
ثم تنھد تنھیدة حارة وھو یقول :
- الأن إقتربت نھایة عمارة الرعب .
للمرة الثانیة إخترقت ( سحر) تلك العمارة ولكن فى ھذه المرة كان معھا الدكتور ( منیر) و
( أحمد) ، كان الدكتور ( منیر) یحمل فى یدیھ جھاز إطلاق اللیزز ، و( أحمد) یحمل فى یده جھاز أخر لم یكن
موجوداُ معھم فى المرة السابقة ، كانت تتقدمھم ( سحر) التى إلتفتت إلیھم قائلة :
- الان نحن فى الدور الأول
قال لھا ( منیر) :
- كیف عرفتي ذلك السرداب الغریب ..؟!
قالت لھ :
أخبرني بھ ذلك الأمین فى المرة السابقة وكان قد إكتشفھ ولم یخبر بھ أحداً ومنھ دخلت المرة السابقة ولكن یبدو
أنھ لم یخبر بھ أحدا وإلا لوجدنا علیھ حراسة.
كان ذلك السرداب عبارة عن ممر صغیر یربط بین حجرة البواب فى نھایة العمارة وأرض صغیرة مھجورة
أخرى خلف العمارة مباشرة كانت مخصصة لتكون "جراجاً" لسیارات سكان العمارة .
قال لھا ( منیر):
- وماذا عن تلك الكامیرات التى بالأعلى ؟
قالت ( سحر) :
- لا یھم یا دكتور ..ننجز عملنا ثم یفعلون بنا ما یفعلونة .
قال لھا ( منیر) :
- صدقتي یا ( سحر) ..صدقت یا بنیتي .
وبسرعة صعد ( منیر) و( سحر) و( أحمد) السلم إلى الدور الثاني وفى سرعة دخلوا إلى تلك الغرفة الغریبة فى
شفة الدور الثاني ، أدارت (سحر) عینیھا فى المكان قبل أن تقول :
- لا أرى كامیرات المراقبة ھنا !!
قال ( أحمد) :
- نعم .. یبدو ان المقدم ( خالد) لم یرى أن لوجودھا فائدة بعد ما شاھد بنفسھ ما شاھد .
قال ( منیر) :
- على كل حال ھو لم یعد یبدي إھتمام بتلك العمارة بإستثناء تلك الحراسة التى علیھا من الخارج .
ثم قال ( منیر ) فى لھفة :
- ھیا بنا ننجز عملنا قبل أن یُفتح علینا ذلك المعبر .
فى سرعة أمسك ( أحمد) بالجھاز الذى فى یده ووضعھ فى ركن ما فى الغرفة وضغط على زر ما بھ فأحدث
صوتاً لغاز یتسرب دون أن یراه ، وفى نفس الوقت كان ( منیر) یضبط جھاز اللیزر ، قبل ان یقول ل( أحمد) :
ھا یا أحمد ھل أنتھیت من ضخ ( السیزیوم) فى أرجاء الغرفة ؟
قال ( أحمد) :
- یبدأ ھو الان فى الانتشار ھیا بنا لنكون خارج الغرفة .
ووقف الثلاثة ( سحر ) و( منیر) و( أحمد) على أعتاب تلك الغرفة قبل أن یقول ( منیر)
- یحسن بنا للأحتیاط أن یبقى اثنان منا بالاسفل وانا ساكون ھنا مع الجھاز .
إعترضت ( سحر) و( أحمد) كان كل واحد منھا یود أن یكون مع الجھاز فى تلك الغرفة إلا أن
( سحر) قالت :
- یا جماعة أنا مازلت أشعر بتأنیب ضمیر من جراء ما حدث أخر مرة اعطوني تلك الفرصة كي اشعر أننى
فعلت شیئا مفیدا .ً
أومأ ( منیر) براسھ إیجابیاُ قبل ان یقول :
- لا بأس یا بنتي .. كوني بخیر .
ثم إنطلق ( منیر) و( أحمد) إلى أسفل بینما بقیت ( سحر ) وحدھا بالاعلى منتظره فتح نقطة الاتصال ، ولم
تمض دقائق حتى بدأ الضوء الاخضر یغمر المكان ثم إندفعت أمواج متلاطمة من الضوء الاخصر فى شكل
دوامة بإتجاة (سحر) التى وقفت فى ثبات وفى قوة خلف الجھاز وھى تھتف فى قوة صارخة :
- ھیا ..إقتربوا أیھا الأوغاد .. إقتربوا أكثر .
ولم تكد تلك الدوامة الرھیبة تقترب حتى ضغطت ( سحر ) زر الاطلاق فى جھاز اللیزر ..
وإنطلقت اشعة اللیزر كالبرق الخاطف ..
وحدث التصادم الرھیب ..
التصادم بین أشعة اللیزر وبین الدوامة ..
وحدث صوت رھیب أشبة بالانفجار ھز أرجاء المكان ...
ثم أخدث اشعة اللیزر تدفع فى سرعة صاروخیة تلك الامواج من الضوء الاخضر إلى الخلف ..
حتى إقتربت اشعة اللیزز من قلب الدوامة ..
فإصطدمت بھا فى عنف ..
لیحدث دویاً ھائلاً أشبھ بصوت الانفجار ثم ..
ثم لاشىء ..
إختفت تلك الدوامة ..
نھائیا .ً.
وأغلقت فتحة المعبر إلى الابد .
جلست ( سحر) فى سریرھا بعد تلك اللیلة العاصفة وھى تتابع التلیفزیون فى ھدوء وكانت تشاھد نشرة أخبار
فى إحدي القنوات الاخباریة ، ظھرت المذیعة على الشاشة وھى تقول :
- ( السیادات والسادة أصوات إنفجارات غریبة فى تلك العمارة المرعبة فى مدینة الاسكندریة والغریب أنھ
بإقتحام رجال الشرطة للمكان كان خالیا تماما من أى شخص ومن أى أثر لحریق أو ما شابھ )
ثم تنقل الشاشة صورة المقدم ( خالد ) وھو خارج من العمارة والمراسلة تسألة :
- سیادة المقدم ما الذى یجري فى تلك العمارة وما علاقة جھاز مكافحة المخدرات بتلك العمارة؟
إجابھا ( خالد) فى لھجة حازمة :
- لا شىء كانت وكرا لمجموعة من المھربین وتم القبض علیھم .
قالت المراسلة :
- وما حقیقة تلك الانفجارات ؟ّ!
إبتسم ( خالد) للكامیرا وھو یقول :
- لا توجد أى إنفجارات ، فقط إنھ ماس كھربائي وتم تدراك الموقف قبل أن تشتعل العمارة.
ثم تنتقل القناة الاخباریة لتأتي بسكان الحي والذین سمعوا تلك الإنفجارات فما بین مؤید لوجود عفاریت فى تلك
العمارة وما بین منكر لھا و ..
ھنا رن موبایل ( سحر) فأمسكتھ فى سرعة وھى تقول :
- كیف حالك یا دكتور ( منیر) ؟
ثم قالت :
- نعم ..أنا بخیر فالان فقط أستطیع أن أنام بعد أن حطمنا تلك الاسطورة السخیفة حول تلك العمارة وأنقذنا
عالمنا كلھ ..
أنھت ( سحر ) المكالمة ثم أغلقت التلیفزیون و أسلمت نفسھا لنوم عمیق بعد أن إنتھت نقطة الاتصال .
غابت الشمس سریعاً عن تلك المنطقة الزراعیة الخصبة فى محافظة (كفر الدوار ) ونزلت استار اللیل حول
تلك الفیلا الشاردة التى تقف وحدھا وسط الأراضي الزراعیة ، كانت ھذه الفیلا ملكاً لرجل أعمال لم یدخلھا منذ
سنین ، ورغم ذلك كانت الحراسة علیھا مستمرة من الغفر ویتناوب علیھا الخدم لتنظیفھا والإعتناء بھا ، وفى
تلك اللیلة وبینما كان (عوضین) یقف حراسة حول تلك الفیلا إذ سمع فجأة صوت غریبا بًالداخل ..
أسرع ( عوضین) إلى داخل تلك الفیلا وھو ممسكا بًندقیتھ قائلا :
- من ھناك؟!
ولكن لم یجاوبھ أحد.
أوھم ( عوضین ) نفسھ أن ما سمعھ ربما كان محض وھم أو خیال فأدار ظھره وھم بالإنصراف لولا أن سمع
نفس ذلك الصوت ..
وحدد مصدره ..
انھ فى الدور الثاني من الفیلا ..
صعد مسرعاً ممسكا بكل قوة ببندقیتھ ..
كان الدور الثاني یبدو ھادئاً لا شىء فیھ غریباً ثم ...
أنطلق ذلك الصوت الاشبھ بصوت الفحیح من إحدي غرف الدور الثاني ..
إقترب ( عوضین) من الغرفة فى بطء ..
ثم وضع إحدي أذنیة على الباب ..
كان ذلك الصوت مستمر وبقوة ..
ممل جعل ( عوضین) یقتحم الغرفة فى الحال شاھراً بندقیتھ ھاتفاً :
- مین ھن...
ولم یكمل عبارتھ فقد وقفت الكلمات فى حلقھ ..
فقد كان ما یراه مذھلا بحق ..
فھناك وعند ذلك الركن من أركان الغرفة ...
كانت ینطلق منھا ضوءا اخضر فاتح اللون ...
سرعان ما تشكل فى ضوء دوامة ھائلة ...
كانت تتجھ فى سرعة رھیبة نحوه ..
نحوه مباشرة .
تعليقات
إرسال تعليق