لم یكن یتخیل الدكتور ( منیر) عندما طلب ( أحمد) الكلام معھ أن الحدیث سوف یطول إلى ھذا الحد ، فطوال
أربع ساعات كاملة كان الحوار یأخذ شكل الشد والجذب ، ولم یكن من الصعب على د/ منیر وھو الأستاذ
المتخصص أن یفھم ما یرمى إلیھ ( أحمد) ولكن كانت ثمة نقطة ھامة وھى الدلیل الحسى على ما یقول وإلا
لأصبح ما قالھ ( أحمد ) مجرد كلام مرسل بلا أى بینة ولذلك سألھ ( منیر) فى تعجب :
-أنت ربطت بین حادث السفینة وبین تلك العمارة ، فما وجھ الجمع بینھما ؟!
قال ( أحمد) مندھشاً من كلام (منیر):
- الإختفاء یا دكتور ؟! ..
قال لھ ( منیر) بنفاذ صبر :
- عن أى إختفاء تتحدث..! عن تلك الخزعبلات أم عن محاضر الشرطة التى تم تسویدھا بكلام ناس جھلاء لا
یعرفون شیئاً عن ...
وھنا قاطع كلام ( منیر ) صوت تلیفزیون الكافیة وكانت مذیعة إحدى القنوات المتخصصة فى الأخبار تذیع
خبراً ھاماً قائلة :
- عفواً أعزائي المشاھدین خبر ھام بلغنا أن الشرطة داھمت عمارة مھجورة فى الاسكندریة للقبضعلى بعض
تجار المخدرات الذین یتخذونھا مأوي لنشاطھم الإجرامي وقد صرح مصدر مسئول بمكتب مكافحة المخدارت
أنھ تم القبض على جمیع أفراد العصابة فیما نفى الكثیر من شھود العیان ھذا الأمر تماماً مؤكدین أنھ لم یتم
القبضعلى أى من افراد الشبكة رغم وجودھم داخل العمارة مما بعث فى نفوس الناس ذلك الشعور الخرافي
الذى ینتابھم منذ سنوات حول تلك العمارة .
إلتفت ( أحمد ) إلى ( منیر) قائلاً:
- وھذه ؟!
ثم ابتلع ریقھ وھو یقول :
- صدقني یا دكتور ھناك أمر غریب یجرى داخل تلك العمارة .
قال لھ ( منیر) :
- نفس ما حدث للسفینة ؟!
اومأ ( أحمد) برأسة إیجابیاً ثم قال :
- نعم غیر أن السفینة عندما عُرضت لتلك الطاقة أدى إلى تكوین مجال یحوي طاقة مما أحدث ما یشبھ المعبر
بین عالمنا و العالم الموازي ، وھذا العالم الموازي تجد الأشیاء التي بھ ذات طاقة عالیة وإذا قلت طاقتھا تعود
إلى عالمنا الحقیقي ، وھذا سبب عودة السفینة إلى مكانھا مرة أخرى .
قال ( منیر) :
- العالم الموازي ھو عالم یتمدد فیھ الزمن ویتقلص فیھ الطول وتسیر فیھ الأجسام بسرعة مقاربة لسرعة
الضوء و ..
قاطعة ( أحمد)
- كما قلت یا دكتور وھذا العالم طاقتة عالیة ولا ندري ھل فى ھذا العالم مخلوقات عاقلة أم لا ولكن ما أعتقده
أن تلك العمارة ھى ( نقطة إتصال ) بین عالمنا والعالم الموازي ..
إنعقد حاجبا دكتور ( منیر ) فى توتر وھو یردد
- نقطة إتصال ؟!
اومأ ( أحمد) برأسة فى ایجاب ثم قال
- وأخشى أن تكون نطقة تجسس
وھوى قلب ( منیر) بین قدمیھ فما یقولھ ( أحمد)..
إن ثبت فھو خطیر..
خطیر جداً ..
((٧))
إنعكست أشعة الشروق على تلك العمارة فى إحدى أحیاء الاسكندریة الراقي فى منظر بدیع للغایة، وربما كان
ھذا المنظر خادعاً لمن لا یعرف أى شىء عن ھذه العمارة وربما یظن أنھا مكان ھادىء جداً لللإستجمام
والإستمتاع بالھدوء فى ذلك الحي الراقي ، ولكن كل ذلك كان القشرة أما من الداخل كان تموج حركة شاملة فى
كل ركن وفى كل ناحیة من أنحاء العمارة ، تمشیط كامل قام بھ رجالھ الشرطة من أول الفجر إلى تلك اللحظة
من لحظات الشروق ، وللمرة الثانیة یقوم ھؤلاء الرجال بالبحث الشامل ولكن فى تلك المرة كان یشاركھم رجال
المعمل الجنائي ، وأثناء ذلك كان المقدم ( خالد ) یقف أمام ذلك الحائط الذى إنتھى إلیھ فردتي حذاء رجلھ (
حسنین) وھو غارق فى التفكیر بینما رجالھ یفحصون كل حبة رمل فى ذلك المبنى ، كان یقلّب فى عقلھ ما
سمعھ من ( عبد العاطي) من أول ذلك الضوء الأخضر إلى صراخ
( حسنین) ثم إختفائھ التام ، القضیة إذن لم تعد قضیة البحث عن تجار مخدرات ربما الأمر كان خارج عن
حدوده وقدراتھ ویحتاج تدخل جھة أعلى منھ ، ھكذا كان یفكر ، ورغم ذلك عقلھ كرجل عكسري یرفضرفضاً
باتاً تصدیق تلك الخرافات التى یتناقلھا الناس بل ھو برفضأصلا أن یتقبل أى شىء خارج عن المألوف و...
( یا سیادة المقدم ما یفعلھ رجالك من تعنت معنا أنا لن اسكت علیھ وسأُصعد الموقف لأعلى المستویات )
قطع ذلك الصوت الأنثوي تفكیر المقدم ( خالد) مما جلعھ یلتفت إلى صاحبة الصوت وھو یعقد حاجبیھ فى دھشة
، مما جعل صاحبة الصوت الانثوي تقول :
- منعنا من التصویر ھذا ضد القانون و....
أشار لھا ( خالد) بیده قائلا :
- مھلا یا استاذة ...
بتر خالد عبارتھ مستفھماً مما جلعھا تقول :
- ( سحر شكري) من جریدة ( الخبر ) .
قال ( خالد ) :
- یا أستاذة وجودك ھنا یفسد علینا عملنا ونحن لم ننتھى منھ بعد ولا نستطیع أن نسمح لك بالتصویر ھنا بل...
ثم بتر عبارتھ وأشار لھا بالسبابة مھدداً
- بل ونشر أى كلمة عما یجرى ھنا ..
قالت لھ ( سحر) فى حدة :
- ھذا لیس من حقك ومنع النشر فى اى قضیة ما لابد أن یتم بأمر من النائب العام .
كاد ( خالد) أن ینفجر فیھا ولكنھ تمالك نفسھ ثم قال لھا فى لطف وھو یصانعھا بإبتسامھ كاذبة
- نعم .. ولكن أنا وأنتى نرید الحقیقة وخدمة ھذا الوطن ، ونحن بعد لم نتوصل لشىء وأخشى أن یكون النشر
الأن ضد مصلحتنا جمیعاً وأنا أعلم أن الصحافة مھمتھا خدمة المجتمع لا ان تضرره .
ھمت ( سحر) بقول شىء ما ولكن ( خالد) إستطرد قائلا :ً
- ولكن مع ذلك لك وعد مني بشرفي المھني ألا تسبق جریدة جریدتكم فى نشر التفاصیل عندما تسمح الأمور .
نظرت لھ ( سحر) فى عند قائلة :
- لا بأس
ثم انصرفت وتابعھا ( خالد) بنظره حتى غابت عن المكان ، ولم یلبث بضع ثوان فى مكانھ حتى أتاه الملازم (
محمود) قائلاً :
- صحفیة عنیدة وقد تسبب لنا مشاكل أنا أعرفھا جیداً
سألة ( خالد) وكأنھ لم یسمعھ :
- ھل وصل الرجال إلى شىء ؟َ! ..
ھز ( محمود) رأسة نافیاً قائلاُ :
- لیس لھ اثر إطلاقاً ..
ھز ( خالد) رأسھ فى خیبة أمل ثم قال
- كنت أتوقع ھذا .. كنت أتوقع ھذا .. والأن یا ( محمود ) إسمعنى جیداً أرید كامیرات مراقبة توضع ھنا فى
ھذه الغرفة ، أرید مراقبة ٢٤ ساعة أرید أن أعرف ما الذى یجري فیھا ، وضع رجالك حول العمارة لا
یسمحون بدخول أى شخص مطلقاً ثم الاھم لا تسمح لھم بالصعود إلى أعلى فى منتصف اللیل وحدھم أبدا فًإنا
لا ندري ما الذى یحدث ھنا .
وصدق المقدم ( خالد) فإن أحداً لا یعرف ماذا یجري فى ھذه العمارة الغریبة وتحدیداً شقة الدور الثاني .
لم یكد ( منیر) یصل إلى منزلھ مع أول شعاع الصباح حتى ألقى بنفسھ فى سریرة من الإرھاق، كان یظن أنھ
بمجرد أن یرى السریر سوف ینام على نفسھ من قبل حتى أن یستلقى علیھ ، ولكن الغریب أنھ لم یعرف طعم
النوم حتى أن زوجتھ لاحظت ذلك ولكن لم تعتد أن تسأل ، فمنذ أن تفرغ لأبحاثھ وھى تعودت أن ترى منھ كل
یوم شىء جدید ، كان عقل ( منیر) مازال یفكر فیما قالھ ( أحمد) ، ھل یمكن حقاً أن تكون تلك العمارة ھى
نقطة إتصال بیننا وبین عالم أخر ھو العالم الموازي ، إن العالم الموازي مازال مجرد نظریة ، أن جسماً ما
یتعرض لأشعة عالیة فیحدث لھ إختفاء ، ھذه وفق لما تعلمھ ( منیر) مجرد نظریة لم تثبت بعد لكن ھل من
الممكن أن یتطور الأمر للدرجة التى تجعل بین العالمین شیئاً أشبھ بالمعبر ؟!
إلى تلك النقطة من التفكیر أمسك ( منیر) رأسة ثم تنھد تنھیدة حارة قبل أن یقول لنفسھ
١١
- حسناُ ..لنعلم أولاً ماذا یجري فى تلك العمارة ؟
ثم أمسك ھاتفھ المحمول وطلب رقما ما وإنتظر حتى إذا سمع صوت محدثھ قال لھ فى ود حقیقى :
- إبن أخي العزیز كیف حالك یا بنى وكیف حال أخي ؟
وبعد دقائق من الكلام العائلي الخاص سألة ( منیر ) فجأة :
- أرید أن أراك یا ( خالد) حالاً ..
ثم إستطرد :
- بعد ساعة من الان .
وبعد ساعة وربع بالضبط وفى بیت د/ منیر كان (خالد) یدق الباب فى ھدوء ولم یكد یدخل إلى الشفة حت ى قادت ھ
زوجة عمھ إلى الصالون ثم أغلقت الباب علیھ مع زوجھا الذى لم یصبر حتى یبادلة السلامات فسألة مباشرة
- ما حكایة تلك العمارة یا خالد ؟!
بدت الدھشة للحظات على وجھ المقدم ( خالد ) ثم لم یلبث أن إبتسم وھو یقول لھ :
- أھا .. لقد وصلتك الاخبار إذن .. لا علیك یا عماه مجموعھ من المجرمین كانوا یتخدون من تلك العم ارة مكان اً
لإجرامھم ولكن كل شىء تحت السیطرة لا تقلق .
نظر إلیھ ( منیر) للحظات ولا یتكلم ، مما جعل ( خالد) یسألھ فى توتر
- ماذا ھناك یا عماه ، ھل أنت بخیر ؟!
تراجع منیر فى مقعده وھو یقول فى لھجة جادة :
- إسمع یا خالد أنا أعلم أن طبیعة عملك تفرضعلیك السریة ، وأنت تعرفن ي فأن ا ل ست بال شخصالف ضولى ولا
المتطفل على حیاة الأخرین ، فأنا لا أسألك إلا لو كان ھناك شىء ما
اومأ ( خالد) برأسة فى بطء وھو یقول لھ :
- حسناً .. ما الذى یشغل بالك فى تلك العمارة ؟!
قال لھ ( منیر) مباشرة :
- لیس قبل أن تخبرني عما حدث وبالتفصیل الممل
وھنا بدأ ( خالد) یقص على عمھ القصة منذ البدایة ، وكان ( منیر ) یستمع فى ھدوء ظاھر لكن كان ت ك ل خلی ھ
من خلایاه منفعلھ إلى أقصى درجة .
((٩))
( ھل الصوت والصورة على ما یرام )
قالھا ( محمود) وھو ینظر إلى تلك الشاشات الممتدة أمامھ على تلك المنضدة فى مبنى مكافحة المخدرات فأجابة
زمیلھ الضابط ( رفعت ) :
- الأن لنرى الصورة
ثم ضغط على زر معین فى الشاشة فأضاءت مباشرة لیظھر علیھا تلك الغرفة الغریبة فى شفة الدور الثاني ،
كانت ھناك ثلاث كامیرات فى الغرفة تنقل الصورة من ثلاث زوایا على ثلاث شاشات ممتدة أمامھ ، كانت
الغرفة مضاءه بمصابیح خافتھ ركبھا رجال الشرطة لیراقبوا كل نملة تسیر على الارض .
جلس ( محمود) یراقب تلك الشاشات فى ھدوء ، كان كل شىء یبدو ساكناً لم یكن ھناك أى شىء لافتاً للنظر
مما جعل ( محمود) یسترخى فى مقعدة قائلا لنفسھ فى تراخي :
- ما الجمیل في أن یراقب الانسان حجرة خالیة!!
ثم إبتسم قائلا :
- ولا یضر أن نأخذ قسطاً من النوم
وإسترخى أكثر فى مقعدة واضعاً رجلیھ على المنضدة التى أمامھ ثم غاصفى نوم عمیق .
((١٠))
كان ( منیر) یستمع إلى ما یقولھ ( خالد) فى إندھاش واضح لكن أعتقد إن إندھاش منیر لم یبلغ ذرة من إندھاش
(خالد) عندما قص علیھ ( منیر) كل ھواجسھ حول تلك العمارة مما جعل
( خالد) یھتف فى دھشة :
- عالم موازي !! .. طاقة عالیة !! .. نقطة إتصال بین عالمین !!
ثم قال فى حیرة :
- لا افھم شیئا .. أنت تعرف یا عماه أكره ھذه الأمور العلمیة الغریبة
قال لھ ( منیر)
- ولكن الامر حقاً خارج للعادة وھو التفسیر المنطقى لكل ما رویتھ وشاھدتھ بنفسك .
إبتسم ( خالد) قائلا :
١٢
- أنا لو كتبت فى محضر شرطة كلمة مما تقول لن أُعزل من العمل فقط بل سیودعوني فى مستشفى الأمراض
العقلیة .
قال لھ ( منیر) مستنكراً :
- وھل انت ستكتب عن النداھة أو أبو رجل مسلوخة ، ھذه نظریة علمیة وإن لم یثبت صحتھا
قال لھ ( خالد) :
- نحن فى محاضر الشرطة لا نعترف لا بنظریات ولا بظواھر علمیة ، نحن نعترف فقط بالادلة .
ثم قال لھ ( خالد) :
- وحتى كلامك ھذا یفتقر إلى دلیل مادي واحد ولا تفیدك حالات الاختفاء ھذه فى تدعیم نظریتك .
قال لھ (منیر ) فى سرعة :
- وھذا یجعلنى أطلب منك زیارة المكان فى أسرع وقت .
قال ( خالد) فى توتر :
- ماذا ستفعل ھناك یا عماه ؟!
قال لھ ( منیر) :
- لا أدري یا ( خالد) ولكن أرید أن أرى المكان بنفسي فربما رأیت ما لم تره عیونكم .
وصدق ( منیر ) فى ھذه النطقة فما سیراه بعد ذلك سیكون مذھلاً جداً .
( لا أصدق أبداً أننا إجتزنا ذلك الحاجز الأمني وإننا الأن فى مدخل العمارة )
قالھا ( فتحي) المصور بجریدة الخبر فى ھمس شدید داخل العمارة مما جعل ( سحر ) تبتسم فى ھدوء ، وفجأة
شعر ( فتحي) بخیال یقترب إلى مكانھم فأشارات لھ ( سحر ) بإلتزام الصمت ، وأخذ ذلك الخیال یقترب إلى أن
ظھر صاحب الخیال على باب المدخل ولم یلبث أن دلف إلى الداخل لتخرج لھ ( سحر) من مكانھا وھى تقول
لھ فى ھمس :
- إلى الأن كلھ تمام والأمر كلھ لن یستغرق أكثر من عشر دقائق .
قال لھا ذلك الرجل فى توتر :
- أتعشم ذلك .
ثم فتحت ( سحر ) حقیبتھا وأخرجت منھا مبلغ من المال دستھ فى جیب قمیصالرجل وھى تقول لھ مبتسمھ فى
خبث :
- لا تقلق .
بادلھا الرجل الابتسام وھو یقول :
- نحن فى الخدمة
ثم أدار ظھره لھا وإتجھ إلى مكان حراستھ حول تلك العمارة
تابع ( فتحي ) كل ذلك مندھشاً وھو یقول لھا :
- أنت مدھشة یا ( سحر) عرفت الأن كیف تتمیزین فى عملك وتحصلین على الاخبار التى لا یستطیع غیرك
الحصول علیھا .
قالت لھ فى زھو :
- نعم .. ھذا صحیح .. فانا قد أدركت مبكراً لحسن الحظ أن كل شىء یمشى بالفلوس وبالرشوة وطالما إننا نیتنا
صافیھ فالغایة تبرر الوسیلة .
قالھا لھا ( فتحي) :
- مدھشة یا ( سحر) ..
إبتسمت ( سحر ) وھى تقول لھ :
- لننتھى من عملنا فى سرعة إذن .
قال لھا ( فتحي ) وھو ینظر إلى السلالم :
- إلى أى دور سوف نصعد ؟!
قالت لھ وقد بدأوا فى صعود السلم
- إلى شقة الدور الثاني طبعاً حیث إختفى تجار المخدرات وذلك المدعو ( حسنین )
وقف ( فتحي) فجأة فى منتصف السلم وقال لھا فى خوف :
- ھل انتى متأكدة یا أستاذة أنھ لا توجد ھنا عفاریت ؟
ضحكت ( سحر) وھى تجذبھ لیواصل الصعود معھا وھى تقول لھ :
- العفاریت فى عقل الناس السذج وأنا أظنك أعقل منھم یا ( فتحي)
وأخیرا .. وصل ( فتحي ) و( سحر) إلى شفة الدور الثاني وھنا اشارت تجاھھا ( سحر) بیدھا قائلة :
- ھا ھي .. ھیا بنا
دفعت ( سحر) باب الشقة بیدھا فى رفق فأحدث صوتاً معروفا ذلك الذى ینتج عن ضعف مفصلات الابواب
التى لبثت مدة طویلة دون إستعمال بما كان كافیا ل ( فتحي ) أن ینتفضفى شدة مما جعل ( سحر) تقول لھ فى
حدة :
- إثبت یا رجل .
ثم دلفت ( سحر) و( فتحي) إلى داخل تلك الغرفة المرعبة فى عمارة الرعب وھى تنظر یمینا وشمالاُ مراقبة
بعینھا كل شىء ثم إنعقد حاجباھا فى توتر وھتفت فى عصبیة:
- اللعنة .. اللعنة .. لم یخبرني بھذا ذلك اللعین .. اللعنة .
ثم إلتفت إلى ( فتحي ) وھى تقول لھ :
- إنتھى من عملك بسرعة یا رجل بالله علیك قبل فوات الاوان ..
وھوى قلب ( فتحي ) بین قدمیھ
وھو لا یدري ما الذى رأتھ (سحر) فى تلك الغرفة..
جلعھا فى ھذا التوتر ..
والرعب .
تعليقات
إرسال تعليق